إن العدد الذي يمثل هذه الأرقام من مضاعفات السبعة:
الحروف المشدَّدة في كل آية
:
3 2 2 1 2 1 3 = 7 × 445889
2- في كل كلمة : عدد كلمات الفاتحة (31) كلمة، والعجيب جداً الطريقة التي توزعت
بها الحروف المشدَّدة على هده الكلمات. لنكتب سورة الفاتحة من جديد مع الشدَّات الأربعة عشر
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم. الحمد لله ربّ العلمين. الرّحمن الرّحيم. ملك يوم
الدّين. إيّاك نعبد وإيَّاك نستعين. اهدنا الصّرط المستقيم. صرط الّذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضَّالّين.
الأحرف المشدَّدة في كل كلمة :
(2000000010010010011001101101110)
هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة!
إذن في لفط الفاتحة عدد الحروف المشدَّدة من مضاعفات السبعة، وتوزعها على الآيات
يعطي عدداَ من مضاعفات السبعة، وتوزعها على الكلمات أيضاً يعطي عدداًَ من مضاعفات السبعة. ألا تكفي هذه الحقائق لنزداد إيماناً بعظمة هذه السورة وعَظَمة منزلها سبحانه وتعالى؟
معجزة أم مصادفة؟
بعدما رأينا هذه الحقائق الرقمية الثابتة يبرز سؤال: كيف جاءت هذه الحقائق؟
ولدينا احتمالان لا ثالث لهما. الاحتمال الأول هو المصادفة، ومع أن المصادفة
لا يمكن أبداً أن تتكرر بهذا الشكل الكبير في السورة ذاتها: إلا أننا نستطيع حساب احتمال المصادفة رياضياً وذلك حسب قانون الاحتمالات. ففي
أي نص أدبي احتمال وجود عدد من مضاعفات السبعة هو (1/7). ولكي نجد عددين من مضاعفات السبعة في نفس النص فإن احتمال المصادفة هو (1/7 × 7)
وهذا يساوي (1/49
حتى نجد ثلاثة أعداد تقبل القسمة على سبعة في نفس النص فإن حظ المصادفة في ذلك
هو (1/7×7×7) أي (1/343) وكما نرى تضاءلت المصادفة بشكل كبير مع زيادة الأعداد القابلة للقسمة على سبعة
وفي سورة الفاتحة رأينا أكثر من ثلاثين عملية قسمة على سبعة! إن احتمال المصادفة
رياضياً لهذه الأعداد هو : (1/7 ×7×7...... ثلاثين مرة) وهذا يساوي أقل من واحد على عشرين مليون مليون مليون مليون !! فهل يمكن تحقيق مثل هذا
الاحتمال الشديد الضآلة؟ إن كل من لا تقنعه هذه الأرقام نقول له كما قال الله تعالى: (فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين) [الطور : 52/34
إذن الاحتمال المنطقي لوجود هذا النظام المعجز في كتاب أنزل قبل أربعة عشر قرناً هو أن الله تعالى هو الذي أنزل القرآن وقال فيه: (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً) [الإسراء: 17/88]
خاتمة
إن طريقة صفّ الأرقام الموجودة في القرآن لم تكتشف إلا حديثا، حتى إن جميع الأجهزة الرقمية تعتمد في عملها هذه الطريقة فيما يسمى بالنظام
الثنائي. أليس في هذا دليلاً على أن القرآن قد سبق العلم الحديث بأربعة عشر قرناً؟ أليس هذا النظام العجيب دليلاً على أن البشر عاجزون عن الإتيان بمثله؟
وتأمل معي قوله تبارك وتعالى: ( أم يقولون افتراه، قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين) [يونس
:10/38]، فكل من لديه شك بمصداقية هذا القرآن نقول له: هل تستطيع أن تأتي بسورة لا تتجاوز السطرين كسورة الفاتحة وتنظِّم حروفها وكلماتها بمثل هذا النظام المعجز؟ بالتأكيد سوف تفشل كل محاولات تقليد هذا النظام الرقمي لسبب بسيط وهو أن طاقة البشر محدودة
ويبقى القانون الإلهي : (وإن كنتم في ريب مما نزلنا على
عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين. فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين) [البقرة : 2/23-24].
بقلم
المهندس
عبد الدائم الكحيل